مساجد صنعاء

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

((مساجد صنعاء))

  •         مسجد الابهر

ويعرف قديما بمسجد بنت الأمير وهو من المساجد العامرة في الجهة الجنوبية عدني الطريق النافذة من السائلة إلى جامع صنعاء عمرتة السيدة فاطمة بنت الأمير الأسد بن إبراهيم بن حسين أبى الهيجا السراوري رأس أكراد ذمار في سنة 776 وهي زوج الإمام الناصر صلاح الدين محمد بن الإمام المهدي علي بن محمد المتوفى سنة 793 وأم ولده الإمام المنصور علي بن صلاح وكانت مواز ره للإمام صلاح الدين ومعينه له في أكثر الأمور نقلت هذا من خط القاضي العلامة أحمد بن احمد السياغي رحمة الله ويؤيده ما في المسودة السنا نية وكتب التاريخ ووالد هذه السيدة الأمير الأسد هو الذي عمر مسجد الأسد المشهور بذمار ونسب إليه

وقد زاد الإمام المنصور بالله الحسين بن الإمام المتوكل قاسم بن حسين بن المهدي احمد بن الحسن بن الإمام القاسم المتوفى سنة 1161 زيادة نافعة في مسجد الابهر مثل الأصل وزاد في الصوح أيضا وهو مقبور بجوار المسجد من الجهة العدنية وممن قبر بجوار مسجد الابهر السيد الفاضل عبد الله بن إبراهيم الديلمي المعروف بابو شملة المتوفى سنة 832 وكان من أعيان دولة الإمام صلاح الدين وابنه الإمام المنصور ومن المناصرين له كما هو في كتب التاريخ وهو عبد الله بن إبراهيم بن سليمان بن موسى بن محمد بن الحسين بن أبي الفتح بن مدافع بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الإمام أبي الفتح الديلمي وهو الناصر بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الله بن احمد بن عبدا لله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسين بن علي بن أبي طالب

وبجوار المسجد قبر العلامة احمد بن إسماعيل الهبل المتوفى سنة 1061 وقبر القاضي محي الدين العراسي رحمة الله، ويتصل بمسجد الابهر من جهة الشرق محسنة الجوفي وهي بير ومصلى للنسوة ولها وقف بنظر بيت الجوفي

أما المحسنة العظمة التي غربي مسجد الابهر وهي ألبير والقبة السبيل فمن محاسن مولانا إمام العصر أمير المؤمنين المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد أبن يحيى حميد الدين حفظه الله عمرها في سنة 1351 لحاجة الناس إليها وصرف في عمارتها وحفر ألبير ما يزيد عن خمسة آلاف ريال ورتب لها سانياً وثلاث جمال لنزع الماء من ألبير كل يوم من الصباح إلى المساء مستمراً ووقف عليها من الأموال ما يقوم بحاجتها من جملة محاسنة وتد هذه المحسنة من انفع المحاسن لم يسكن الجهة الجنوبية من صنعاء مثل حارة الابهر والجامع وباب اليمن ولا سيما أهل بحر رجرج فحدث عن البحر ولا حرج فان هذه المحسنة من ضروريات حيوتهم لضعف المياه في ساحتهم وعدم البور وفقر اغلب الساكنين بها فتراهم مسرورين بهذه المحسنة أكثر من عيرهم

ولسيف الإسلام البدر محمد بن أمير المؤمنين رحمة الله مشاركة في بداية عمل المحسنة إلا أن المنية عاجلة قبل تمام حفر ألبير فقام بإكمال العمل والده مولانا أمير المؤمنين           حفظه الله كما بيناه أنفاً فجزاهم الله خيراً.

·        قبة البكيرية

من المساجد العامرة بصنعاء في الجهة الشرقية بالقرب من القصر عمرها الوزير حسن باشا عمارة متقنة وصرف في عمارتها أموالا جسيمة وذلك في سنة خمس بعد الألف كما أرخ لذلك السيد محمد بن عبد الله بن الإمام شرف الدين رحمة الله بقولة

شاد الوزير جامعاً             يلوح نوراً صادعاً

وقد أتي تاريخه                لكل خير جامعا

وأما تسميتها بالبكيرية نسبة إلى بكير بك مولى الوزير يحب مولاه حباً جماً فخرج في بعض الأيام يلعب مع الخيالة فكبابه الفرس فمات لوقته فجزع عليه الوزير وقبره شرقي هذه القبة من أحسن المساجد نظاماً وعمارة وحسنا ولما كان في سنة 1298 أمر سلطان الإسلام عبد الحيمد بن عبد المجيد خان بتحسين قبة البكيرية وفرشها بالمفارش الرومية وجعل منبر فيها من الرخام علي يد بعض أمرائه بصنعاء فكان ذلك في التاريخ المذكور واجتهد المأمور بتحسينها ووضع الرخام في جميع صحن القبة وقد أرخ لذلك بعض الأدباء بقوله

ذا جامع تعميره جامع                 للفتح والنصر لذاك النجيب

عبد الحميد الندب سلطانناً    سيف رسول الله ذاك الحبيب

لذا أتي تاريخ أقامة            نصر من الله بفتح قريب

وهذا السلطان عبد الحميد رحمة الله من مشاهير السلاطين آل عثمان إلا انه صرف اهتمامه في إخضاع ملوك العرب وساق معظم جنده إليها فكان ذلك من أعظم الأسباب لتلاشي أمرة وسقوطه فلا قوة إلا بالله وقد أشار شاعر العراق إلى شي من ذلك في الأبيات آلاتية وسماها إيقاظ الرقود

إلى كم أنت تهتف بالنشيد              وقد عناك إيقاظ الرقود

فلست وان شددت عري القصيد       بمجد في نشيدك أو مفيد

    لان القوم في غي بعيد

وبجوار قبة البكيرية مدرسة الأيتام التي أسسها الإمام المتوكل على الله يحيى بن الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين لتعليم الأيتام فيها وأجراء كلما يلزم فيها لهم من النفقة والكسوة وعين مصارفها علي حسابه الخاص وفيها نحو خمسمائة يتيم وقد انتفع بها أناس كثير ولم تزل ملجاء لكل يتيم دائما ومن انتفع فيها وخرج منها حل محلة يتيم أخر وهلم جرا فجزاه الله خيراً

·        جامع صنعاء الكبيرة المقدس

أول مسجد عمر باليمن في صدر الإسلام عمرة وبر بن يحنس الأنصاري صاحب رسول الله (ص) في سنة 6 من الهجرة

أول من بني جامع صنعاء

قال الرازي احمد بن عبدا لله في تاريخ صنعاء أن رسول الله (ص) أمر وبر بن يجنس الأنصاري حين أرسله إلى صنعاء واليا عليها فقال له ادعهم إلى الإيمان فان أطاعوا لك فاشرع لهم الصلاة فان أطاعوا له بها فمر ببناء المسجد في بستان بأذان ما بين الصخرة الململة إلى غمدان قبل أن الصخرة المشار إليها هي الموجودة ألان في الصوح الغربي في اصل أساس الجدار الغربي من الجامع وقيل أن الذي أمره رسول الله (ص) بعمارة المسجد هو فورة بن مسيك ألمرادي فعمره وعمر الجبانة التي هي مصلى العيدين وقيل أن الذي عمر المسجد هو بان ابن سعيد وقيل المهاجر بن أمية اخو أم سلمة رضي الله عنهما وكل هؤلاء ممن ولي صنعاء من الصحابة رضي الله عنهم

أبواب جامع صنعاء ***

اثني عشر بابا ثلاثة جهة القبلة المفتوح منها الباب الأوسط المسماة باب القبلة ومنه كان يدخل الإمام يوم الجمعة وعن شرقية باب منسد وقد صار خزانة للمصاحف تفتح يومياً وعن غرب الباب الأوسط باب منسد وفيه مصاحف خاصة بيوم الجمعة

وفي جهة الشرق خمسة أبواب الأول من جهة القبلة باب الرعد ثم الباب المستمر فتحة دائما ثم الباب الأوسط ثم باب الدحاح ثم الباب المنسد وقد صار خزانة للكتب وفي جهة الجنوب باب واحد وهو الباب العدني وفي جهة الغرب ثلاثة أبواب الأول من جهة القبلة باب الكشك ثم باب الكرع الأوسط ثم الباب الطويل بجنب باب المطاهير وهذا باب المطاهير هو الباب الثالث عشر

قال محمد بهجة الأثري في مقدمة تاريخ مساجد بغداد ما لفظه

المسجد والجامع **

أما المسجد فهو بكسر الجيم الموضع الذي يسجد فيه وقال الزجاج كل موضع يتعبد فيه فهو مسجد ألا ترى أن النبي (ص) قال جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وقول الله جل شانة ومن أعظم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيه اسمه وقد كان حكمة أن يجيء على مفعل لان حق اسم المكان والمصدر من الباب الأول أن يجيء على مفعل بفتح العين ولكنة احد الحروف التي شذت فجاءت على مفعل بكسر العين وهي مسجد ومطلع ومشرق ومسقط ومفرق ومجزر ومسكن ومرفق ومنبت ومنك وروي مسكن ومسجد ومطلع بالفتح على القياس ويجوز في الباقي أيضا وان لم يسمع إلا الكسر وأما الجامع فهو يكون نعتاً للمسجد وإنما نعت بذلك لأنه علامة الاجتماع ولم يكن الصدر الأول يفردون كلمة الجامع في الإطلاق وإنما كانوا تارة يقتصرون على كلمة المسجد وتارة يصفونها فيقولون مسجد الجامع ثم تجوز الناس بعد واقتصروا على الصفة فقالوا للمسجد الكبير وللذي تصلي فيه الجمعة وان كان صغيرا الجامع لان يجمع الناس لوقت معلوم هذا اخطر لي في تعليل هذا الاصطلاح الذي تواضعوا عليه وجرى عليه الأستاذ المؤلف في هذا الكتاب انتهي بلفظة

وقال أيضا تاريخ زخرفة المساجد *

أكثر الأخبار على أن الإسلام ينهي عن زخرفة المساجد وتزيينها لأنه ليس المقصود من بنائها إلا أن تكن الناس من الحر والبرد وتزيينها على تعليل الفقهاء يشغل القلوب عن الإقبال على الطاعة فيذهب الخشوع الذي هو روح جسم العبادة ويقول صاحب “فتح العلام لشرح بلوغ المرام “والقول بأنه يجوز تزيين المساجد باطل ونقل عن “البحر الزخار” أن تزيين الحرمين لم يكن برأي ذي حل ولا عقد ولا سكوت رضا أي من العلماء وإنما فعله أهل الدول والجبابرة من غير مؤاذنة لأحد من أهل الفضل وسكت المسلمون والعلماء من غير رضا

ويقول الفقهاء أن لا يجوز صرف الموقوف على زخرفة مسجد بالذهب وبالإصباغ لأنه منهي عنه وليس ببناء بل لو شرط لما صح لأنه ليس قربة ولا داخلا في قسم المباح كما “في الإقناع ”

وقد بنى رسول الله (ص) مسجده باللبن والجريد وخشب النخل ولما زاد فيه الخليفة الثاني بناه على بنائة الأول باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا وقال “أكن الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر ” رواه البخاري حتى إذا أل الأمر إلى عثمان زاد فيه زيادة كبيرة وبنى جدرانه بالأحجار المنقوشة والقصة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفة بالساج وقيل بل حسنة بمالا يقتضي الزخرفة ومع ذلك أنكر بعض الصحابة عليه

ويقول صاحب فتح العلام أن أول من زخرف المساجد الوليد بن عبد ألملك وذلك في أخر عصر الصحابة وسكت كثير من أهل العلم عن ذلك خوفا من الفتنه وينقضة ما جاء في خطط المقريزي 4ص7 نقلا عن كتاب أخبار مسجد أهل الراية قال لما قاض المسجد العتيق في فسطاط مصر بأهلة شكي ذلك إلى مسلمة ابن مخلد وهو يومئذ أمير مصر من قبل معاوية بن أبي سفيان فكتب إليه يستأذنه فآمرة بالزيادة فزاد فيه من شرقية مما يلي دار عمرو بن العاص وزاد فيه من بحرية ولم يحدث فيه حدثا من القبلي ولا من الغربي وذلك سنة ثلاث وخمسين وجعل له رحبة في البحري منه كان الناس يصيفون فيها ولأطه بالنورة وزخرف جدرانه وسقوفه قال الكندي ولم يكن المسجد الذي لعمر وجعل فيه نوره ولا زخرف انتهي بلفظة

وقال أيضا المنابر

المنبر بكسر الميم مرقاة الخاطب من نبر الشيء إذا رفعه وسمي ذلك لعلوه وارتفاعه وقد كان النبي (ص) في أول الأمر يخطب إلى جذع فقيل له يا رسول الله ألا نجعل لك منبراً قال إن شئتم فجعلوا له منبراً

وفي مسند الدرامي من حديث بريدة كان النبي (ص) إذا خطب قام فأطال القيام فكان يشق عليه قيامة فأتي بجذع نخلة فحفر له وأقيم إلى جنبه قائما للنبي (ص) فكان إذا خطب فطال القيام عليه استند فتكا عليه فبصر به رجل كان ورد المدينة فراه قائما إلى جنب ذلك الجذع فقال لمن يلبه من الناس لو اعلم أن محمداً يحمدني في شيء يرفق به لصنعت له مجلسا يقوم عليه فان شاء جلس ما شاء قام فبلغ ذلك النبي (ص) فقال ايتوني به فاتوه به فأمر أن يصنع له هذه المراقي الثلاث أو الأربع التي هي ألان في مسجد النبي فوجد النبي (ص) في ذلك راحة

وقال صاحب فتح العلام وغيره وكان عمل هذا المنبر سنة 7 وقيل سنة 8 علمه له غلام امراه من الأنصار كان نجارا واسمه على اصح الأقوال ميمون وكان على ثلاث درج ولم يزل عليه حتى زاده مروان في زمن معاوية ست درجات من أسفلة ولم يزل كذلك حتى احترق المسجد النبوي سنة أربع وخمسين وستمائة فاحترق كذا في وفاه الفوفاء والفتح

وقد ذكر المقريزي في الخطط أن في سنة 161 أمر المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور بتقصير المنابر وجعلها بقدر منبر النبي (ص) ثم شاع اتخاذ المنابر في مساجد الأمصار

ويقول العلامة جمال الدين ألقاسمي الدمشقي في إصلاح المساجد (صـ67) أن بعض المؤرخين ذكر في حوادث سنة 131 أن أول من اتخذ المنابر في الجوامع عبد الملك بن مروان أمير مصر من قبل الخليفة مروان بن محمد وكان أخر وال علي مصر من قبل الأمويين (المعروف أن آخرة ولاة مصر لمروان بن محمد المغيرة بن عبيدا لله اهمن هامش الأصل) قالوا ولم يكن قبل ذلك منبر وكانت ولاه مصر تخطب على العصي إلى جانب القبلة

وقال أيضا ( المنابر )

والمنارة بالفتح من الإنارة وهي الاشتعال حتى تضيء ومنه منارة السراج وتسمة مئذنة وتجمع على مناور على القياس وعلى منابر على غير قياس قال ثعلب إنما ذلك لان العرب تشبه الحرف بالحرف فشبهوا منارة وهي مفعلة من النور بفتح الميم بفعالة فكسروها تكسيرها كما قالوا أمكنة فيمن جعل مكانا من الكون فعامل الحرف الزايد معاملة الأصل فصارت الميم عندهم كالقاف في قذال ومثله في كلام العرب كثير قال وأما سيبوية فحمل ماهو من هذا على الغلط وقال الجوهري الجمع مناور بالواو لأنه من النور ومن قال منائر وهمز فقد شبه الأصلي بالزائد كما قالوا مصايب واصلة مصاوب والمنائر لم تكن على عهد رسول الله (ص) وإنما كانوا يؤذون فوقة من أول مآذن إلى أن بني رسول الله (ص) مسجده فكان يؤذن بعد ذلك على ظهر المسجد وقد رفع له شي على ظهره وأول من بنئ المنائر في الإسلام مسلمة بن مخلد الأنصاري أمير مصر من قبل معاوية كما إذا أول من رقى منارة مصر للأذان هو شرحبيل بن عامر ألمرادي ويلوح لي أن مسلمة رأي منارة الإسكندرية الشهير فنى على مثالها

ومن ذلك الحين انتشر بماء المنائر في الأمصار ولما تولى عمر بن عبد العزيز جعل لمسجد رسول الله (ص) حين بناه أربع منارات في كل زاوية منارة

ويقول أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في الكامل أن خالد بن عبد الله القمري بلغه شعر لرحل من الموالي موالي الأنصار يقول فيه

ليتني في المؤذنين حياتي              أنهم يبصرون من في السطوح

فيشيرون أو تشير إليهم                بالهوى كل ذات دل مليح

فهدم منار المساجد حتى حطها عن دور الناس فهجاه الفرزدق وقال

الاقطع الرحمن ظهر مطية            انتنا تهادي من دمشق بخالد

وكيف يؤم الناس من كانت أمه        تدين بان الله ليس بواحد

بنى بيعة فيها الأنصاري لأمة                 ويهدم من كفر منار المساجد

وقال

عليك أمير المؤمنين بخالد             واصحابة لاطهر الله خالداً

بنى بيعة فيها الصليب لأمة            ويهدم من بغض الصلاة المساجداً

والحق أن خالداً لم يهدم المنائر إلا لمصلحة ارتآها

·        مسجد صلاح الدين

من المساجد العامرة في علو صنعاء في الجهة الشرقية بالقرب من الميدان عمره الإمام صلاح الدين محمد بن الإمام المهدي علي بن محمد بن علي بن منصور بن يحيى ابن منصور بن المفضل بن الحجاج بن علي بن يحيى بن القاسم بن الإمام يوسف الداعي ابن الإمام المنصور يحيى بن الإمام الناصر احمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب في النصف الأخر من القرن الثامن وتوفي سنة 793 وقرة بجوار هذا المسجد مع ابنه الإمام المنصور علي بن محمد المتوفى سنة 840 وحفيده الإمام الناصر محمد بن المنصور المتوفى سنة 840 وزوجة الإمام صلاح الدين السيدة فاطمة بنت الأمير الأسد بن إبراهيم الكردي وهي أم ولده علي ومن محاسنها عمارة مسجد الابهر حسبما تقدم وممن قبر في قبة الإمام صلاح الدين الإمام الناصر بن محمد بن الناصر بن احمد بن الإمام الاصر احمد بن الإمام الهادي يحية الخ وتوفي سنة 867 وهو والد الإمام محمد بن الناصر المقبور في قبة ألقاسمي وسيأتي ذكرة وفي هذه القبة قبور آخرين من أقارب الإمام صلاح الدين وشعيته وعلى كيل قبر لوح فيه اسم صاحب القبر وتاريخ وفاته

أما منارة مسجد صلاح الدين فمن محاسن الوزير سنان باشا في أول القرن الحادي عشر كما هو مذكور في اللوح الأبيض المنصوب بجدار المنارة فوق الباب ومن محاسن الشيخ حسن بن محمد ألشاطبي عمارة الزيادة في مسجد صلاح الدين وهي زيادة نافعة عمرها في سنة 1128 وحسن المسجد تحسينا ظاهرا كما هو مذكور في جدار المسجد من داخل كتابة بالجص وقد أرخ له بعض الأدباء في جملة أبيات مكتوبة في جدار المسجد والتاريخ في قولة

قد نلت ربحك في صالح الدين سنة 1128

ومن محاسن الحاج حسن السودي رحمة الله عمارة المحمولة فوق الصوح غربي المسجد جعلها على عقدين وذلك في القرن الثالث عشر

·        مسجد الطواشي

من المساجد العامرة في علو صنعاء شرقي الطريق النافذة من سوق عقيل إلى جهة الزمر وباب شعوب وغربي الطريق النافذة من جهة صلاح الدين إلى جهة خضير حكى سيدي العلامة المؤرخ يحيى بن الحسين بن الإمام القاسم بن محمد في تاريخه أبناء الزمن في حوادث سنة 1028 قال وفي هذه السنة وصل رسول من سلطان الهند يعرف بالطواشي ومعه هدية عظيمة لمحمد باشا ولبث في صنعاء أياما وبنا في اقامتة بصنعاء المسجد المعروف ألان بمسجد الطواشي نسبة إلى بانية وهو القريب من مسجد عباس القديم وبنى حماما أيضا وجعل مصالحة للمسجد المذكور انتهى وقد زاد فيه زيادة نافعة القاضي علي بن حسن الاكوع رحمة الله في سنة 1185 كما هو مذكور في جدار المسجد مكتوب بالجص من داخل المسجد ومن ذلك مالفظة

جمال الهدي وسعت لله مسجدا                 إلى أصلة قد زدتة مثلة ضمنا

ورفع بناه بعد ماكان خافضا                  فصار مصلي قد حوى الفضل واليمنا

تاريخ الزيادة مكتوب في مشراق الباب ولعل مسجد عباس قد دخل في ضمن مسجد الطواشي وهو قديم عمره عباس بن محمد التعلبي حكى سيدي العلامة عبدالله بن علي بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن عبد القادر بن احمد بن احمد عبد القادر بن الناصر بن عبد الرب بن علي بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين رحمة الله ومن خطة نقلته

وللشيخ عبد الله بن احمد الضلعي السريحي عمارة المنارة والزيادة العدنية مقابل المنارة من الشرق إلى الغرب في سنة ثلاث مائة بعد الألف

وللشيخ محمد بن سعد الربيدي عمارة الصوح وزيادة ثلاثة في المتخذات وذلك في سنة 1332 وقيل إن المحسنة للحاج سعد الكدس

·        قبة الإمام المهدي عباس

من أحسن المساجد العامرة وأنفسها وأتقنها عمارة حقيقية ومجازية وهي غربي السائلة عدني الطريق النافذة من بستان السلطان إلى جهة السائلة وعلو صنعاء

عمرها الأمام المهدي لدين الله العباس بن المنصور حسين بن المتوكل قاسم بن حسين بن المهدي احمد بن الحسن بن الإمام القاسم بن محمد رحمة الله في سنة 1164 وأرخ لها الأديب السيد قاسم بن يحيى الأمير بقولي

يا حبذا من قبة                 فاقت على صنع الأول

اسمها على التقي               خليفة العصر الأجل

مهدينا العباس من              دانت له كل الدوال

يرجو رضاء ربة              بلغة الله الأمل

تاريخها نادابها                حي علي خير العمل سنة 1164

وهذا المسجد مفروش بالمفارش الثمينة وفيه جملة من المصاحف المذهبة موقوفة وبعض الكتب الخطية وللناس رغوب للعبادة فيها فلذلك ياتونها من الجهات النازحة عنها ويتركون المساجد القريبة إليهم

وكانت وفاه الإمام المهدي عباس في سنة 1189 وقبرة بجوار مسجده المذكور وله جملة محاسن رحمة الله في صنعاء منها مسجد التقوى في بستان السلطان ومسجد الرضوان في باب اليمن ومسجد النور في حارة معمر والزيادة النافعة في مسجد الأخضر

6 تعليقات

  1. نوفمبر 17, 2011 في 5:51 م

    كم عدد مساجد صنعااء لو سمحتم يااخواني

    إعجاب

  2. ماي 16, 2011 في 6:07 م

    اضم صوتي الى من طالب بتزويد الموقع بصور لهذه المواقع والمساجد والله الموفق

    إعجاب

  3. عبدالملك عبيد الجرادي said,

    سبتمبر 28, 2010 في 8:29 ص

    يعتبر من أندر المواضيع التراثية بالنسبة لبلدنا اليمن .
    إلا أنه يحتاج الى أكثر توسعاً بعدد المساجد وتواريخها وكذا الى بانيها ومن عمل على توسيعها وتحسينها منذ تأسيسها .
    وهل تحتاج الى ترميمات من الواقع الفعلي لها حسب المشاهده والأطلاع!
    وذا كان بالإمكان تزويد الموضع بالصور؟

    إعجاب

  4. سبتمبر 29, 2009 في 10:16 م

    للمهتمين, فان مصدر هذه المعلومات (نقلا) هو من كتاب مساجد صنعاء عامرها وموفيها للقاضي العلامة محمد بن احمد الحجري وقد طبع هذا الكتاب عدة مرات, اهمها طباعة الجمهورية اليمنية له في لبنان العام 2004م ضمن فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية.

    إعجاب

  5. ماي 9, 2009 في 8:47 م

    الموضوع شيق ومفيد جدا بس لو كان في صور ياريت

    إعجاب

  6. ديسمبر 31, 2008 في 9:11 م

    موضوع مهم، وبهِ تصنيف للعديد من المساجد،
    ولكن ليتهُ كان مدعماً ببعض الصور التوضيحية،
    كي يكون الموضوع أكثر تكاملاً.

    شكراً لمجهودكَ.

    إعجاب


أضف تعليق